أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68)

وسبق أن قال سبحانه على لسان نوح :

 

(أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ )                           من الآية (62) سورة الأعراف

 

فلماذا  قال فى قوم نوح : ( انصح لكم ) , وقال هنا فى عاد : ( وأنا لكم ناصح أمين )؟ . لقد قال الحق : ( أنصح لكم ) فى قوم نوح لأن الفعل دائماً يدل على التجدد , بينما يدل الاسم على الثبوت . ونظراً إلى أن نوحاً علية السلام كان يلحّ على قومه ليلاً ونهارا ً , وإعلاناً وسراً , لذلك جاء الحق بالفعل : ( أنصح لكم ) ليفيد التجدد , ولكن فى حالة قوم هود جاء سبحانه بما يفيد الثبوت وهو قوله : ( ناصح أمين ) , لأن هوداً عليه السلام لم يلح ويكرر على قومه فى دعوتهم إلى الإيمان كما كان يفعل نوح علية السلام .

ويقول سبحانه على لسان سيدنا هود :

 

أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ

وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي

الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69)