" طسم (1) "

" طسم (1)" الشعراء  سورة الشعراء هي السورة رقم 36 في ترتيب المصحف الشريف عدد اياتها 227 اية وهي سورة مكية في قول الجمهور وهي السورة رقم 46 في ترتيب النزول نزلت بعد سورةالواقعة وقبل سورة النمل ( انظر الاتقان في علوم القران للسيوطي 1/27 ) وقد استثنى ابن عباس وقتادة اربع ايات منها نزلت بالمدينة من ثوله " وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)  الشعراء الى اخر السورة ( ذكره القرطبي في تفسيره 7/4965 )

سبق أن تكلمنا عن الحروف المقطعة في أوائل السور وقلنا فرق بين اسم الحرف ومسمى الحرف مسمى الباء مثلا با أو  بو او بي أو اب في حالة السكون انما اسمها : باء مفتوحة أو مضمومة أو ساكنة لكن حين تنطق هذا الحرف في كتب – مثلا – تقول : كتب فتنطق مسمى الحرف لا اسمه .

وقلنا غي هذه المسألة معان كثيرة أيسرها كلام الله المعجز منزل من حروف مثل حروفكم التي تتكلمون

بها وكلمات مثل التي في لغتكم لكن ما الذي جعله متميزا بالاعجاز عن كلامكم ؟ نقول : لأنه كلام الله هذا هو الفرق أما الحروف فواحدة ول تأملت لوجدت أن الحروف المقطعة في أوائل السور مجموعها أربعة عشر حرفا (1) هده الحروف الاربعة عشرة يجنعها قولنا : نص حكيم قاطع له سر " قال الزمخشري : هده الحروف الاربة عشرة مشتملة على اصناف اجناس الحروف يعني : من المهموسة والمجهورة ومن الرخوة والشديدة ومن المطبقة والمفتوحة ومن المستعلية والمنخفضة ومن حروف القلقلة فسبحان الدي دقت في كل شئ حكمته ( قاله ابن كثير في تفسيره 1 /27 )

 هي نصف الحروف الهجائية مرة يأتي حرف واحد ومرة حرفان ومرة ثلاثة أحرف ومرة أربعة أحرف ومرة خمسة أحرف وهذا يدلنا على أن القرآن معجز مع انه بنفس حروفكم وبنفس كلماتكم .

وسبق أن ضربنا لتوضيح هذه المسألة مثلا : هب انك أردت أن تختبر جماعة في اجادة النسج مثلا فأعطيت أحدهم صوفا وللثاني حريرا وللثالث قطنا وللرابع كتانا فهل تستطيع أن تحكم على دقة نسج كل منهم وأيهما أرق وأجمل ؟ بالطبع لا تستطيع لأن الحرير أنعم وأرق من القطن والقطن أرق من الصوف والصوف أرق من الكتان فان اردت تمييز الدقة والمهارة في هذه الصنعة فعليك أن توحد النوع .

اذن : سر الاعجاز في القران ان تكون مادته ومادة غيره من الكلام واحدة حروفا وكلمات لذلك كثيرا ما يقول الحق – تبارك وتعالى – بعد الحروف المقطعة :